منتدى أحـلـى دنـــيا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دال الحمامة في شعر تميم البرغوثي

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

دال الحمامة في شعر تميم البرغوثي Empty دال الحمامة في شعر تميم البرغوثي

مُساهمة من طرف نسر القدس الأربعاء 04 يونيو 2008, 11:09 am


[دال الحمامة في شعر تميم البرغوثي

[/size]
[/b]

تحظى الحمامة بحضور كبير في أشعار تميم البرغوثي ، وتتنوع دلالاتها بكثرة ، وأعرض هنا بعض المعاني التي يشير إليها رمز الحمامة عند تميم البرغوثي ،وذلك من اجل معرفة مدلولات الدال الواحد بناءً على مقولة البنيويين الدال ثابت والمدلول متحرك) ونلحظ في هذا مدلولات الدال الواحد ، فالحمامة وهي الدال معناها ثابت منذ زمن طويل فهي طائر كغيره من الطيور ،وجميعنا يعرف رموز الحمامة النمطية ،فقد نرمز بها للحرية والسلام والنظر إلى الأفق الواسع ، وقديماً استخدم الحمام ليكون رسولاً ( الحمام الزاجل)، فكان يرمز له بالوصل والوفاء.

وقد مر ذكر الحمامة لدى كثير من الشعراء والأدباء على مدار عصور الأدب العربي كافة، وقد رمزوا لها بمدلولات عديدة، فهذا حميد بن ثور الهلالي الذي عاش في عصر خلافة عمر ـ رضي الله عنه ـ فقد منع عمر التشبيب بالنساء ، وهذا دعا حميد إلى إسقاط نفسه على الحمامة ، فشبه نفسه بحمامة حزينة ، تنوح وتبكي ؛ لما كان يعانيه من صد وهجر من المحبوبة ،
فيقول :
وما هاج هذا الشوق إلا حمامة**** دعت ساق حر ترحة وترنما

وإذا أمعنا النظر إلى صورة الحمامة في مسيرة الشعر العربي لوجدناها التصقت بالحزن والنواح ، فقد رمز لها الشعراء صوراً حزينة ووظفوها في مقام الحزن ، فنرى أبا فراس الحمداني في قصيدته المشهورة :

أقول وقد ناحت بقربي حمامة *** أيا جارتا هل تشعرين بحالي؟

فصور الحماة وهي تنوح من شدة الحزن وكأنها تشاطره الهموم .

ونجد رمز الحمامة متفاوت بين الرمز للحزن حيناً وللوفاء الذي لا يتغير حيناً آخراً، فيقول أبو العلاء المعري:

أبنات الهديل اسعدن أوعد **** ن قليل العزاء بالإسعاد
أبكت تلكم الحمامة أم غنــــ**** ت على غصنها المياد ؟


أو كما يقول شاعر آخر

ناح الحمام على غريب المنزل .....................

فهذا بيت لشاعر فلسطيني من مدينة حيفا هُجر منها في النكبة وعاد إليها بعد احتلالها فوجد معالمها قد تغيرت فأحس بغربة رغم أنه في مدينته، فيصور الحمام ينوح على حاله.

ولعل هذه الصور التقليدية المتشائمة (النواح) التي رسمها الشعراء للحمامة تنبع من ما يسمى بأسطورة الهديل التي تقول أن أبا الحمام صاده جارح من جوارح الطير في عهد نوح عليه السلام، فكل صوت الحمام حتى اليوم ليس إلا بكاء عليه(الهديل) ومن هنا أطلقت العرب على صوت الحمام هديلاً.
وبعد أن أوردتُ هذه المقدمة عن رمز الحمامة في بعض أشعار الشعراء في عصور متفاوتة سأبدأ بالحديث عن رمز الحمامة في أشعار تميم البرغوثي.

نرى أن تميم لا يوظف تلك الصورة النمطية السوداوية كسابقيه من الشعراء بل يرمز لها في كل قصيدة رمزاًً مختلفاً عن الآخر فتارة يرمز لها بالضعف وتارة بالثبات والقوة وتارة بالإيمان وأخرى بالحب، ويظهر هذا في مواضعَ متعددةٍ من أشعاره . وفي قصيدة الحمامة والعنكبوت ـ التي تحدثت عن الهجرة النبوية ومكوث الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأبي بكر في غار ثور يقول :

تقول الحمامة للعنكبوت*** أخيه تذكرتني أم نسيتي

عشية ضاقت عليَّ السماء*** فقلتي على الرحب في الغار بيتي

فيرمز تميم في هذه الأبيات للحمامة بالضعف فقد جاءت لاجئة إلى الغار لتحتمي كحال الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصديقه أبي بكر، ولعل تميم وظف هذا الرمز ليبين الضعف التي كانت عليه الدعوة الإسلامية في تلك الفترة فهي مهاجرة كحال الحمامة التي حطت بالغار فحمت نفسها وحمت غيرها .

ويظهر مدلول آخر جديد للحمامة غير الأنف الذكر ، ونلحظ ذلك في قصيدة نظمها تميم في مدح السيد حسن نصر الله إبان انتصار المقاومة في حرب تموز 2006 ، فيقول موجهاً الخطاب إلى السيد حسن نصر الله :

حمام البروج يصلي عليك................

فأخذت الحمامة هنا مدلول الإيمان فهي كرجل تقي يدعو بالنصر لهذه الأمة ويمجد إبطالها؟

وأورد تميم في ديوانه ( ميجانا )ـ الذي نظمه بالعامية الفلسطينية ـ مدلولات متعددة للحمامة ،
فيقول في قصيدته(طمنوا ستي أم عطا) :

حيـوا برج الحمام وحيوا حمامه**** من ملوك المحبـة والأخــوية
يا حمـام البـروج ويا مواليـنا**** يا دوا الجـرح ويا شـفا البردية
يا شـداد الخطـر على أعـادينا**** وحبكو إلنا حب قيـس للعامرية

فيتحدث هنا عن الحمام بوصفه مصدراً للقوة والأمان والحب ، وهذه رموز أخرى
وظفها للحمامة .

وفي قصيدة مطولة له نظمها عن القدس وحصارها وقضايا الجدار والمستوطنين وما يجري من تفاصيل يومية في مدينة القدس ألا وهي قصيدة (في القدس)
يقول:
في القدس رغم تتابع النكبات ريح براءة في الجو ريح طفولة
فترى الحمام يطير يعلن دولة في الريح بين رصاصتين

فيذكر شاعرنا الحمام هنا في مقام العزم والثبات في قيام الواجب.


ونجمل قولنا بأن تميم البرغوثي قد خرج في تعبيره عن الحمامة عن تلك الصورة النمطية السوداوية التي رسمها الشعراء ، وقد تعددت مدلولات الدال الواحد (الحمامة) بكثرة في شعره ، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على تنوع شعر تميم وغناه بالمعاني والصور التي قلما نجدها عند شعراء اليوم.


بقلم :نسر القدس
نسر القدس
نسر القدس
جديد عالخط
جديد عالخط

عدد الرسائل : 64
العمر : 38
تاريخ التسجيل : 11/05/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

دال الحمامة في شعر تميم البرغوثي Empty رد: دال الحمامة في شعر تميم البرغوثي

مُساهمة من طرف شهرزاد الأربعاء 04 يونيو 2008, 4:23 pm

مرسى الك
شهرزاد
شهرزاد
عضو زي الصاروخ
عضو زي الصاروخ

عدد الرسائل : 309
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 12/05/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى